كتب : ماهر بدر
انطلق المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية ، الدورة الخامسة ، بشنغهاى ، العاصمة الاقتصادية لجمهورية الصين الشعبية ، اليوم الجمعة ، بمشاركة المستشار منار الشيخ المستشارة بوزارة الخارجية المصرية والمندوبية الدائمة لمصر لدى جامعة الدول العربية والمستشار عبد الرحمن بلحوت نائب مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية والدكتورة هناء عبيد رئيس الوحدة الاقتصادية لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وأيمن عامر وكيل رابطة الشئون العربية والأفريقية بنقابة الصحفيين ، وممثلين عن الدول العربية وممثلو الوزارات من الصين والدول العربية ، وبحضور المسؤولون والخبراء والباحثون في مجالات الابتكار والاقتصاد والتجارة والاستثمار .
التجارة البينية
وأكد السفير تشاى جون ، مبعوث الحكومة الصينية الخاص بالشرق الأوسط ، أن الصين والدول العربية يشهدان تطورا كبيرا للتعاون في مجالات الابتكار والاقتصاد والتجارة والاستثمار. مشيرا إلى أنه في عام 2024، تجاوز حجم التجارة البينية بين الجانبين 400 مليار دولار. ويسعدنا أن نرى أن الصين والدول العربية يخطوان خطوات جديدة في مجالات ناشئة، وهناك تقدمات جديدة في بناء المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، ومركز التدريب للطاقة النظيفة ومركز الدراسات لمكافحة الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي. كما ذهبت دفعة كبيرة من الشركات الصينية إلى الدول العربية، لتعميق التعاون في مجالات الزراعة والبنية التحتية والخدمات العامة والتقنية الرقمية والطاقة الجديدة والفضاء والقمر الصناعي
الحكومة الصينية
. ولفت مبعوث الحكومة الصينية ، إلى مقولة الرئيس شي جين بينغ ، إن الابتكار أكبر قوة دافعة للتنمية. ، لافتا ، في مايو الماضي، حضر الرئيس شي جين بينغ الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، وأكد على أن الصين حريصة على بناء "معادلة التعاون الخمس" مع الجانب العربي، وتسريع بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وكان أولها المعادلة الأكثر حيوية المدفوعة بالابتكار، الأمر الذي حدد اتجاه التنمية المبتكرة للتعاون الصيني العربي.
التنمية العالمية
وتابع مبعوث الحكومة الصينية ، في المقابل، تهتم الدول العربية بالابتكار، وتدرج الابتكار العلمي في خططها الوطنية للتنمية. اليوم، نحن في شنغهاي، هذه المدينة المبتكرة والمنفتح، ونناقش موضوع "تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ودفع التعاون الصيني العربي القائم على الابتكار"، وذلك يكتسب أهمية كبيرة.
المؤسسات العربية
وأشار مبعوث الحكومة الصينية ، إلى أنه جائت مجموعة كبيرة من المؤسسات العربية إلى الصين للاستثمار ومزاولة الأعمال، وتقاسم الفرص وتحقيق المنفعة المتبادلة. ويرجع مثل هذا التواصل إلى توجهات قادة الصين والدول العربية، ويعتمد على الصداقة والثقة المتبادلة بين الصين والدول العربية .
التغيرات العالمية
ولفت مبعوث الحكومة الصينية إلى الشرق الأوسط ، إلى أنه في ظل تسارع التغيرات العالمية وتقدم الجولة الجديدة من الثورة التكنولوجية والصناعية، يواجه اقتصاد العالم كثيرا من عوامل عدم اليقين، لكن، مهم تغير العالم، ستنعكف الصين على أمورها، وتعمل على دفع التحديث الصيني النمط، وستعمل مع الدول العربية لتحقيق التنمية المشتركة. بهذه المناسبة، أود أن أطرح 3 مقترحات:
أولا، الالتزام بالصداقة والثقة المتبادلة. يجب علينا الالتزام بالقيادة الاستراتيجية لدبلوماسية القادة، وتكريس روح الصداقة الصينية العربية، وتبادل الدعم للمصالح الجوهرية والقضايا العادلة للجانب الآخر، بما يرسخ أساس التعاون بشكل أكبر.
ثانيا، تعزيز الثقة بالتنمية المبتكرة. يجب علينا تنفيذ مبادرة التنمية العالمية، وبناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، والتوجه نحو التنمية الذكية والرقمية والخضراء، واستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات التعاون الصيني العربي، بما يوفر القوة الجديدة والمزايا الجديدة للتعاون الصيني العربي.
ثالثا، الالتزام بالانفتاح والكسب المشترك. لمواجهة الأحادية والحمائية والتنمر بأشكال مختلفة، يجب على الجانبين التعاون في بناء التعددية القطبية القائمة على المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع، بما يحافظ على النظام الاقتصادي العالمي.
الرسوم الجمركية
واستطرد السفير تشاى جون ، في الفترة الأخيرة، فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية غير معقولة على الصين وغيرها من الشركاء التجاريين، و قد اتخذت الصين ردا حازما، وذلك ليس للحفاظ على السيادة والأمن والمصالحة التنموية فحسب، بل للدفاع عن قواعد التجارة الدولية والعدالة الدولية والمصالح المشتركة لدول العالم. مشددا ، ستواصل الصين فتح أبوابها أمام الدول العربية، وتعمل على تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، وتكبير الكعكة للتنمية المشتركة.
الجامعة العربية
ونقل المستشار عبد الرحمن بلحوت ، نائب مدير إدارة المنظمات و الاتحادات العربية ، جامعة الدول العربية ، تحيات الامين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط ، و الدكتور علي بن ابراهيم المالكي الامين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعةً الدول العربية ، إلى المشاركون بالمنتدى . مثمنا الدور الرائد الذي تلعبه القيادة الصينية في دعم الدول العربية خصوصا فيما تمر به منطقتنا العربية من أزمات، وعلى جميع الجهود الصينية المبذولة أمميا وإقليمياً، في سبيل التعاون والتنسيق وتقديم الخبرات الصينية في جميع المجالات وخاصة المجال الاقتصادي والاجتماعي ، مشيدا بمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ لإنشاء مبادرة التنمية العالمية، والتي تم اطلاقها خلال المناقشة العامة للدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، و دعا فيها إلى بناء توافق حول السعي لتحقيق التنمية ودفع النمو المشترك والمساعدة في تسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
الدول العربية
وأكد المستشار عبد الرحمن بلحوت ، أن الدول العربية تعمل على تعزيز المبادرة بشكل مستمر، وصقل آليات تنفيذها بشكل متزايد، كما أعربت أكثر من 100 دولة والعديد من المنظمات الدولية بما في ذلك جامعةً الدول العربية والأمم المتحدة عن دعمهم لمبادرة التنمية العالمية والمشاركة فيها. وعليه قامت الصين بتقديم مساعدات تنموية لأكثر من 160 دولة نامية وسائرةً في طريق النمو،
مبادرة التنمية العالمية
وقال المستشار عبد الرحمن بلحوت ، تظل منطقتنا العربية الزاخرة بمواردها الطبيعية والبشرية بحاجة إلى دعم تكنولوجي وتعاون استراتيجي صادق مبني على الربح المشترك، وان مبادرة التنمية العالمية تدعم هذا التوجه ، مركزة في ذلك على كيفية الحد من الفقر، و معالجة مسالةً الأمن الغذائي والمائي، وتمويل التنمية، وتغير المناخ، والتنمية الخضراء، والاقتصاد الرقمي، ومجالات رئيسية أخرى. كما تظل الدول العربية بانتظار الاستفادة من مشاريع صندوق التنمية العالمية والتعاون بين بلدان الجنوب، ضمن خطة 1000 مشروع، في هذه المبادرة.
المجموعة العربية
وأضاف بلحوت ، نتطلع كمجموعة عربية في مزيد من التقارب العربي الصيني في المجال الاقتصادي والاجتماعي، و طلب توجيه الاستثمارات الصينية في هذه المجالات لدعم دولنا العربية خصوصا في المجالات التكنولوجية والذكاء الصناعي وفي المجالات الصناعية ، وفي مجال البناء السريع، والطاقات المتجددة، وإنشاء المراكز البحثية والعلمية في المجالات الزراعية والصناعية وغيرها في دولنا العربية، وكذلك الإعفاء الجمركي للبضائع التجارية بين دولنا العربية والصين لتعزيز التجارة البينية ،والذي سيكون له أثر ايجابي كبير في علاقاتنا.
مصر تحتضن
وقالت الدكتورة هناء عبيد ، رئيس الوحدة الاقتصادية لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ، إن مصر تحتضن واحدة من أقدم المناطق الصناعية الصينية بالخارج وهى المنطقة الصناعية الخاصة بالسويس التي انطلقت عام ۲۰۰۲ كجزء من برنامج مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني بأفريقيا ، والتي تم تضمينها بعد ذلك في سياق مبادرة الحزام والطريق. وتعكس تلك البرامج منطق الشراكة والتعاون المولد للنفع المشترك، حيث جاء إعلانها متواكبا مع إعلان مصر عن تأسيس أول منطقة اقتصادية خاصة، وهي مبادرة هدفت إلى تعزيز التصنيع من أجل التصدير، كما تطورت فيما بعد بشكل متوافق مع استراتيجية مصر ۲۰۳۰ التي انطلقت عام ٢٠١٦ كبرنامج شامل لتحقيق التنمية المستدامة.
الاستثمارات الصينية
وأشارت الدكتورة هناء عبيد ، إلى أنه ما بين عامي ۲۰۱۷ و ۲۰۲۲ ، ارتفعت الاستثمارات الصينية في مصر بمعدل يزيد عن ٣٠٠ مليار دولار ويفتح التعاون الزراعى الأخير بين الدولتين خاصة في مشروعات الوادى الجديد آفاقا كبيرة للتعاون، حيث يستهدف المشروع زراعة القمح وهو محصول غذائي استراتيجي بالنسبة لمصر . وتستهدف تأمين إمداداته بعيدا عن تقلبات الأسعار وسلاسل الإمداد العالمية وتقليل الضغط على العملات الأجنبية، بالإضافة إلى فول الصويا وهو محصول بالغ الأهمية بالنسبة للصين ويشكل أحد وارداتها الأساسية من الولايات المتحدة الأمريكية.
التعاون المشترك
وأكدت عبيد ، أن هذه المشروعات تشكل نواة مهمة للتعاون المشترك وتفتح المجال للبناء عليها والانطلاق من مشروعات التعاون الزراعي إلى مشروعات للصناعات القائمة على الزراعة مثل الصناعات الغذائية سواء بهدف الاستهلاك المحلى أو التصدير، وكذلك مشروعات معالجة المياه ومراعاة البعد البيئي وخدمة وتطوير المجتمعات المحلية.
العلاقات المصرية العربية الصينية
وشددت عبيد ، على أن تفعيل العلاقات المصرية العربية الصينية المشتركة يدعم بناء ائتلاف يدعم التنمية ويعمل على استدامتها المستقبلية ، من أجل تحقيق التنمية المستدامة العالمية ، و دعم الصناعات الوطنية المصرية والعربية وربطها بالاستثمارات الصينية القائمة بسلاسل التوريد المحلية وتعمل على زيادة التبادل التجارى المشترك .
يهدف المنتدى الذى نظمه وزارة الخارجية الصينية باستضافة مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية ، إلى تعزيز تبادل الخبرات بين الصين والدول العربية بشأن الإصلاح والتنمية والحكم والإدارة، ، تحت عنوان تنفيذ مبادرة التنمية العالمية والدفع بتقدم التعاون الصيني العربي نحو آفاق جديدة، باستضافة مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية وحكومة منطقة سونغ جيانغ الشعبية بمدينة شنغهاي تحت رعاية وزارة الخارجية الصينية.
تركز المنتدى على محورين: "تقاسم المستقبل من خلال التنمية المدفوعة بالابتكار وحشد قوة جديدة لبناء التحديث" و"تمكين" التنمية من خلال التجارة والاستثمار وفتح آفاق جديدة للانفتاح العالي المستوى".
يعد المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية منصة هامة لإجراء الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية وتبادل التجارب والخبرات حول الإصلاح والتنمية وحكم البلاد وإدارتها بين الجانبين الصيني والعربي، ومشاركة ممثلي مجتمع الأعمال من الجانبين الصيني والعربي للمشاركة في التبادل والتناقش حول التعاون الصيني العربي وسبل الإصلاح والتنمية، مما يقدم مساهمات إيجابية في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية وبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد.
© 2022 حقوق النشر محفوظة لمجلة CatWalkStyle
تم التصميم والتطوير بواسطة شركة EGIT